المجال الأسريقانونيات

تعريف الطلاق وحكمة مشروعيته

أولا : تعريف الطلاق

الطلاق لغة: حل الوثاق، وهو مشتق من الإطلاق، وهو الإرسال والترك، يقال: فلان طليق اليد بالخير – أي كثير العطاء والبذل. كما يطلق في اللغة على رفع قيد النكاح. وقد عرف الفقهاء الطلاق بأنه: “حل رابطة الزوجية الصحيحة من جانب الزوج بلفظ مخصوص، أو ما يقوم مقامه في الحال أو المال.

وقد عرفت مدونة الأحوال الشخصية الملغاة الطلاق في الفصل 44 بقولها “الطلاق هو حل عقدة النكاح بإيقاع من الزوج أو وكيله أو من فوض له في ذلك أو الزوجة إن ملكت هذاالحق أو القضاء”.

أما مدونة الأسرة فقد عرفت الطلاق في المادة 78 بأنه: “حل ميثاق الزوجية يمارسها لزوج والزوجة كل بحسب شروطه تحت مراقبة القضاء وطبقا لأحكام هذه المدونة”. ويعرفه الأستاذ أحمد الخمليشي بقوله: “الطلاق هو فصم رابطة الزوجية وإنهاؤها بحكم قضائي أو بتوقيع الزوج أو الزوجة”.

وهكذا ينتهي عقد الزواج الصحيح بالطلاق، ومن ثم فكل عقد زواج توفرت فيه كافة شروطه القانونية لا ينتهي في حياة الزوجين إلا بالطلاق. ومن هنا يتعين التميز بين الطلاق والفسخ، فالطلاق يكون كما قلنا في الزواج الصحيح بينما فك الرابطة الزوجية عن طريق الفسخ يكون في الحالة التي يختل فيه شرط من شروط صحة الزواج طبقا للمادتين 60 و 61 من مدونة الأسرة، ومنه ما يفسخ قبل البناء ويصحح بعده، ومنه ما يفسخ قبل البناء وبعده (المادة 59 من المدونة).

وطبقا للمادة 60 من المدونة فإن الزواج الفاسد يفسخ قبل البناء ولا صداق فيه إذا لم تتوافر في الصداق شروطه الشرعية، ويصحح بعد البناء بصداق المثل، وتراعي المحكمة في تحديده الوسط الاجتماعي للزوجين”.

وحددت المادة 61 حالات الفسخ عند ما يكون الزواج فاسدا لعقده قبل البناء وبعده. وذلك في الحالات الآتية:

1- إذا كان الزواج في المرض لأحد الزوجين، إلا أن يشفى المريض بعد الزواج.

2- إذا كان قصد الزواج بالزواج تحليل المبتوتة لمن طلقها ثلاثا.

3- إذا كان الزواج بدون ولي في حالة وجوبه. ويعتد بالطلاق أو التطليق الواقع في الحالات السابقة قبل صدور الحكم بالفسخ.

ثانيا : الحكمة من تشريع الطلاق

شرع الطلاق في الإسلام لحكم كثيرة نذكر منها ما يأتي:

1- الأصل في الشريعة الإسلامية أن الزواج شرعه الله تعالى على وجه البقاء والاستمرار والدوام من أجل تأسيس الأسرة التي هي الخلية الأولى في المجتمع. ولذلك لا ينعقد على وجه التأقيت كما سبق بيان ذلك، ولكن قد تتنافر القلوب بين الزوجين وتختلف طباعهما ويدب الخلاف ويستحكم أمره، بل قد يكيد كل منها للآخر، ويتعذر الوفاق في ظل هذا الشقاق وتتحول حياتهما إلى جحيم لا يطاق، ولذلك كان الطلاق سبيلا ومخرجا من هذا الضيق.

2- قد يهمل احدهما صاحبه ويبحث عن المتعة عند غيره، وتصبح الحياة الزوجية وسيلة إلى كثيرة من الشرور والأثام بعد أن كانت سياجا لشرف الزوجين وعفافهما، فكان الطلاق الذي شرع خلاصا للزوجين من المفاسد والشرور.

وهناك أسباب اجتماعية عديدة لا تتوافر معها المحبة بين الزوجية ولا يتحقق معها التعاون المنشود والقيام بالحقوق الزوجية كما أمر الله تعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى